يقول السائل : ما حكم بناء مسجد داخل سور المقبرة مع العلم أنه قد بنيت المقبرة قبل المسجد وهل يجوز الصلاة في المسجد المقبرة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
مسألة بناء القبور على المساجد أو بناء المساجد على القبور فهذا من البدع والمحدثات الباطلة لكن هذا له صور تارةً يكون المسجد موجود ثم بعد ذلك تبنى مقبرة حوله فإن كانت عن يمينه وعن شماله مثل احتاج الناس إلى بناء هذه الأرض عند المسجد عن يمينه وعن شماله ومن خلفه لا بأس بذلك عند الحاجة إلى ذلك وإن أمكن أن تكون في مكانٍ أبعد كان هو الأولى والأحسن أما أمامه فلا تبنى مقبرة أمام المسجد وإذا بنيت واحتيج إلى البناء فلا بأس إّن ضاق المكان واحتيج إلى بناء قصدي احتيج إلى القبر احتيج أن يقبر أمام المسجد فلا بأس لكن قال العلماء: لا يكتفى بسور المسجد جدار المسجد بل لابد أن يكون هناك سور مفصول بين المسجد والمقبرة خاص بالمقبرة وجدار للمسجد حتى تنفصل المقبرة وحتى تزول صورة التوجه والصلاة إلى المقبرة إذا كانت المقبرة في القبلة أما إذا كانت عن يمين المسجد عن شماله ومن خلفه عند الحاجة فلا بأس أما أن يعمد إلى بناء المسجد على القبور هذا أمرٌ ظاهر البدعة والبطلان بل يجب إزالة هذا المسجد ولا تجوز ولا تصح الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور والأخبار في هذا متواترة عن النبي عليه الصلاة والسلام. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " أخرجه البخاري (437) ، ومسلم (530) (20).