يقول السائل : هل يجوز للمسافر إذا وصل إلى المكان الذي يقصده وهو ينوي الإقامة في البلد التي سافر إليها أكثر من أربعة أيام أن يجمع ويقصر وهل يدخل الحج في ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الجواب: الصلاة لا تجب إلا بدخول وقتها، فإذا ركبت الطائرة قبل الفجر أو قبل الظهر أو قبل العصر أو أي وقتٍ من أوقات الصلوات فإنك لا تصلي حتى يدخل وقتها ولو طال وقتها، وعلى هذا ربما يختلف السير غربًا أو شرقًا، لأنه إذا سار غربًا فإن الوقت يتأخر ولا تفوته الصلاة، لكن إذا سار شرقًا من الغرب إلى الشرق فإنه ربما أحيانًا يسير بعض الناس من الغرب إلى الشرق وقد تفوته صلوات بعض اليوم بتقدم الشرق على الغرب من جهة شروق وغروب الشمس، فإنه في هذه الحالة يقضي الصلاة الفائتة، فإذا قال إنه وصل إلى بلد وأنه فاته عدة صلوات، يقول أنا وصلت هذه البلد وقت الظهر وقد فاتتني صلوات لم أصلها لأن جهة الشرق يكون الوقت فيها متقدمًا، فإنه يقضي هذه الصلوات لأنها واجبةٌ عليه وثابتةٌ بالأخبار، وهو يقين ولا يترك هذا اليقين، ما دام تيقن أن وجوبها عليه فهي فوائت الصلوات فيقضيها، لكن حينما يتجه إلى جهة الغرب فعليه أن يبقى حتى يظهر الوقت لهذه الصلاة. ولو فرض أنه سارت الطائرة مدة يوم كامل ليل أو نهار بأنه تكون الشمس طلعت عليهم أربعة وعشرين ساعة، في هذه الحالة ننزل منزلة من كان في مكان تطلع عليهم الشمس مدة طويلة كما في القطب الشمالي ونحو ذلك في بعض جهاته أنه يكون ستة أشهر الشمس طالعة، وستة أشهر ليل، هذا عليه حديث في صحيح البخاري أنهم رضي الله عنهم قالوا يا رسول الله في اليوم الذي كسنة للدجال كيف نصلي فيه، قال: " اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ "(1)، يعني أنك تجعل اليوم أربعة وعشرين ساعة، كلما مرت أربعة وعشرين ساعة تقسم اليوم إلى أربعة وعشرين ساعة وتقسم هذه الصلوات الخمس، فإن عرفت المنطقة التي أنت قريب منها مثلًا يمكن أن تجعل وقتك المنطقة التي أنت قريب منها، لكن في الطائرة الغالب أن هذا لا يتأتى، هذا قد يتأتى في بلد يستمر فيه النهار ويستمر فيه الليل، فينظر أقرب منطقة ويقدر أوقات الصلوات حسب أقرب منطقة إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن النوَّاس بنِ سمعان الكلابيِّ، قال: ذكر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - الدجالَ، فقال: "إن يخرُج وأنا فيكم فأنا حَجِيجُهُ دُونكم، وإن يخرج ولستُ فيكم فامرؤٌ حجيجُ نَفْسِه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ، فمن أدركهُ مِنكم فليقرأ عليه فواتِحَ سورةِ الكهفِ، فإنها جوارُكم من فتنتِه" قُلنا: وما لبثُه في الأرض؟ قال: "أربعون يوماً: يومٌ كسنةٍ، ويوم كشهرٍ، ويومٌ كجُمعةٍ، وسائرُ أيامِه كأيامِكم" فقلنا: يا رسُولَ الله، هذا اليومُ الذي كسنةٍ، أتكفِينا فيه صلاةُ يومِ وليلةٍ؟ قال: "لا اقْدُرُوا له قَدْرَهُ، ثم ينزلُ عيسى ابنُ مريمَ عندَ المنارةِ البيضاءِ شرقيَّ دمشقَ فيُدرِكُه عندَ باب لُدٍّ فيقتُلُه" أخرجه مسلم (2937)، والترمذي (2390)،