خلف من السعودية يقول: بأنه أحيانًا إذا فاتته الصلاة مع الجماعة أو كان مسافرًا إلى أخره يقدم ولده الذي يبلغ (عشر) سنوات للإمامة، يقول: أأتم به أنا وأخوه الأصغر الذي يبلغ (السبع) سنوات لأدربه على ذلك، ما حكم ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
طيب لا بأس به، ونقول: نعم إن كان ابنك هذا يتقن القراءة أحسن من غيره أفضل منك ربما تقديمه يكون أولى، يعني لقوله عليه الصلاة والسلام: «يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله».(1) والصحيح أنه يقدم ولو كان صغيرًا مادام توافر فيه هذا الشرط، ويحسن الطهارة، ويحسن الصلاة، ويدخل في عموم الخبر، ويكون هو الأولى، والنبي والصحابة t كما روى البخاري من حديث عمرو بن سلمة الجرمي القصة بطولها(2)، وفي أنهم لم يجدوا من هو أقرأ منه فتقدمهم، قال: أممتهم وهو ابن (ست) أو أبن (سبع) سنين، أم الحي لم يؤم أهله أم الحي كله أم الحي وفيهم الكبار والصغار، فهذا يدل على أنه هو الأولى.
أما إذا كان يقول: يقدمه لأجل يتدرب وربما يكون هو أقرأ منه فلا بأس من ذلك، ويكون هذا فعل حسن بالتدريب على فعل مثل هذا الشيء، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يعتني بالصغار، وكان يعلمهم، وكان يدربهم، ويحكي لهم القصص في هذا مع ابن عباس، ومع أنس(3)، وربيعة بن كعب الأسلمي، جاءت في هذا قصص عنه -عليه الصلاة والسلام تبين هذا المعنى في تربية الأولاد من البنين والبنات على أمور العبادة، وخاصة التقدم للإمامة، فالفعل لا بأس به ولله الحمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (673) (291)،
(2) أخرجه مطولاً البخاري (4302) وأبو داود (586) ، والنسائي في "المجتبى" 2/70-71،
(3)عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟ " زَادَ أَبُو الرَّبِيعِ: لَيْسَ مِمَّا يَصْنَعُهُ الْخَادِمُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَهُ: وَاللهِ. أخرجه مسلم (2309) (51)،