مصدر الفتوى :
فتاوى برنامج يستفتونك - قناة الرسالة
السؤال :

الأخ أبو إبراهيم من العراق يقول: نعلم ما يجري في العراق الان، وما يتعرض له إخواننا هناك، وتحدث هو عن أوضاع المساجد، وعن حالها، وبأنهم لا يستطيعون الذهاب إليها، يسأل عن صلاتهم يا شيخ في المنزل، وعدم ذهابهم إلى المساجد وهم يعيشون هذه الظروف؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الحمد لله لا شك أن الواقع هناك واقعٌ مؤلم على إخواننا، ومصيبة، وبلية، وفتن، وأمور يعني ملتبسة، والواجب على المسلم إذا ظهر له الحق وتبين أن ينصر الحق، وأن يظهره، وأن يجتهد في نصر الدين، ودحر أعداء الدين بجميع أصنافهم هذا هو الواجب، وأيضًا يجتهد في الاصطفاف مع أهل العلم والفضل من أهل الدين، والعقيدة الصحيحة ولله الحمد في بلاد العراق، بلاد الرافدين، بلاد العلم، بلاد الخير، والفضل، والتاريخ العظيم، لكن المصيبة أن كثيرًا من المفسدين الذين يريدون أن يبدلوا هذه النعمة ووقع ما وقع من الشر والفساد والضرر للدين في تلك البلاد والسنة، والعلم، والقرآن، فالأمر ولا شك أنه خطير وشديد وإذا كان الحال كما ذكر، والتبس الأمر عليه لا يمتنع أن الإنسان يعتزل ويعرض عن الفتن التي تلتبس فيها الأمور، وإذا كان يتعرض لآلية أو يلزم بأشياء ربما يترتب عليها مخاطر عليه في دينه وبدنه أو وماله فلا بأس، والعلماء ذكروا في حال الأمن وأن الإنسان تضرر وخشي مثلًا من خروجه أن يتعرض للسبع مثلًا أو نحو ذلك من الأضرار التي تعرض له في طريق فإنه عذرٌ في ترك الجماعة مادام أنه يعني قصده وهمته ونيته الجماعة والذي منعه من ذلك هذا العذر، ومع العذر تكتب له أجره تامًا (1)، وهذا ثبتت به الأخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ودل عليه كلام أهل العلم، والأعمال بالنيات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرج البخاري في "صحيحه" (6 / 136 رقم 2996) في الجهاد، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة، من طريق إبراهيم السَّكْسَكي، قال: سمعت أبا بردة، واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر، فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له أبو بردة: سمعت أبا موسى مرارًا يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا)) .


التعليقات