مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

السؤال: هل المرأة لها نفس الأجر إذا جلست في مصلاها تذكر الله إلى شروق الشمس ثم صلت ركعتين أم أنها للرجل في المسجد جماعةً فقط؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الجواب: هذا إذا فرض صحة الخبر الوارد عند الترمذي من حديث أنس عند الترمذي من طريق أبي ظلال عن أنس بن مالك، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (( من صلى الفجر في جماعة ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)) (1) وأبو ظلال هذا متكلم فيه، وكذلك جاء من حديث أبي أمامه وعتبة بن عبد عند الطبراني(2) وأسانيدها فيها ضعف لكن لها شواهد وجاء من حديث ابن عمر عند الطبراني في الأوسط بدون تقييده بالجماعة قال (( من صلى الفجر ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس كتب له أجر حجة وعمرة)) (3) أو نحو ذلك دون تقييد من الجماعة وهذا الخبر لا بأس من العمل به ولأن شروط الحديث الضعيف إن قيل إنه ضعيف متوفرةً فيه والمسلم حينما يعمل بالخبر بهذه الصفة يرجو ثواب الله فإنه يرجى أن يعطى الثواب. وقد سبق الإشارة إلى هذا المعنى وأنه حينما يعلم حسن ظنه يحسن الظن ويرجو هذا الثواب فإنه يرجى أن يعطيه سبحانه وتعالى ما رجاه من هذا الخير، والمرأة تدخل في هذا لأن القاعدة الشرعية أنه حينما يأتي الخطاب للرجال فالنساء داخلات وحينما يأتي الخطاب للنساء فالرجال داخلون إلا إذا كان تخصيصًا للرجال أو تخصيصًا للنساء وهذا الباب ليس فيه خصوصية لأن الصلاة مطلوبة من الرجال والنساء واجبة على الجميع أما كونه ذكر الجماعة في هذا الخبر فتقدم أنه جاء في رواية أخرى بدون ذكر الجماعة، وإذا كان ذكر الجماعة ثابت في هذا الخبر، فإننا نعلم لو أن المرأة صلت مع الرجال وجلست تذكر الله مثل مثلاً ما يقع في المساجد الكبار كالحرم والمسجد النبوي ونحو ذلك وصلت المرأة وجلست، فإذا كانت تدخل في هذا الفضل إذا صلت في المسجد مع أن صلاتها مفضولة فصلاتها في البيت أفضل فالأجر الحاصل لها إن لم يكن مثل الأجر الذي يحصل للأخت التي صلت إن لم يكن أفضل فليس بدون الأجر الذي يحصل لمن صلت مع الناس، وذلك أن الحديث فيه ذكر من جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس والمعنى بعد ارتفاعها فإنه يصلي ركعتين هذا هو الأظهر والله أعلم كما تقدم، وإن كان ورد فيه بتقييد صلاة الجماعة وذلك أن خطاب النبي عليه الصلاة والسلام في الغالب يكون للرجال والرجال الجماعة واجبة عليهم ومثل هذا لا مفهوم له في حق النساء مثل قوله عليه الصلاة والسلام من قربت منكن أي امرأة كما في الحديث حديث أبي هريرة(4) وحديث أبي سعيد(5) وحديث أنس (( من مات لها ثلاث)) (6) الحديث كذلك  الرجال لكن ذكر النساء لأن المرأة الفقد في حقها أشد ومع هذا نجعل هذه العلة مخصصة لا يكن الحكم عام وإن كان الخطاب متوجه للنساء وهكذا في مسائل أخرى تشبه هذه المسألة وأيضًا ينبه إلى أنه  ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة أن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ((كان يذكر الله حتى تطلع الشمس حسناء)) (7) وعند أبي داود (( حسنة)) (8) ويذكرون الجاهلية فيضحكون ويتبسم النبي عليه الصلاة والسلام وفي رواية عند مسلم (( ويتذاكرون الأشعار)) (9) والصلاة بعد ارتفاع الشمس مشروعة لما في حديث عمرو بن عبسة في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال ((ثم إذا ارتفعت الشمس فصلِّ فإن الصلاة محضورة مشهودة حتى يستقل الظل بالرمح)) (10).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه الترمذي (586) - ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3/221) وابن حجر في نتائج الأفكار (2/317). (2)أخرجه الطبراني في الكبير (7663). (3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5602). (4) أخرجه البخاري (6656) ، ومسلم (2638). (5) أخرجه البخاري (7310). (6) أخرجه البخاري (1381).  (7)أخرجه مسلم في صحيحه(670) من حديث جابر بن سمرة – رضي الله عنه (8) عند أبي داود(4850). (9) ) أخرجه مسلم (672) ، والترمذي(2850). (10) أخرجه مسلم (832) ،


التعليقات