مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : ما هو الأفضل أن تصلي المرأة في الحرم، أم في الفندق؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; إن صلت في الحرم، أو صلت في الفندق كله خير؛ لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث:"وبيوتهن خير لهن" (1). وقال:"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"(2)، فالمرأة إذا صلت في بيتها، وهو المكان الذي تسكن فيه ربما هو أفضل لها، وأولى، وأستر، وأجمع لقلبها هذا هو الأكمل، والأتم. لكن لا يجوز لك أن تمنعها (ليس معنى ذلك أن النساء يمنعن لا). إذا رغبت المرأة أن تصلي في المسجد، فالنبي صلى الله عليه، وسلم يقول: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". وعند أبي داود بالسند الصحيح "وبيوتهن خير لهن". وقال كما عند أبي داود "وليخرجن تفلات"(3) يعني غير متطيبات. وقال: في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ" أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا، فَلَا تَشْهَدَنَّ عِشَاءَ الْآخِرَةِ "(4) ،فإذا أرادت أن تصلي في المسجد مع عدم الزينة، ومع الحشمة، والتستر يعني التزمت بالشروط الشرعية في خروجها، فهذا لا باس به، وهذا هو الأكمل، وهذا هو الواجب عليها لكن صلاتها في بيتها أفضل. ولهذا في صحيح مسلم أن عمر رضي الله عنه لما روى هذا الحديث لابنه بلال، وفي رواية أنه هو واقد، وهو أنه عليه الصلاة والسلام قال:" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" قال: ابنه في رواية بلال وروي أنه واقد يتخذنه دغلاً؛ والله لنمنعهن.يقول: فضرب في صدره قال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه، وسلم. وتقول: لنمنعهن قال فما كلمه بعد ذلك حتى مات(5)، أو نحو ذلك، والمقصود أنه شدد عليه، وأن هذا لا يجوز الاعتراض على السنن بالرأي؛ إنما الواجب هو المناصحة، بيان السنة، وأن هذا هو الأفضل. لكن لو أنها وجدت أن صلاتها في الحرم يحصل لها من الراحة، وطمأنينة النفس، ربما تكون جاءت من بلاد بعيدة؛ خاصة إذا كانت جاءت من مكان بعيد، غير من تكون مثلًا في بلدها، فالمرأة التي تأتي مثلًا من بلاد بعيدة قصدها لما جاءت أن تصلي في الحرم، هذه لا تمنع لأنها سافرت لأجل ذلك هذه لا تمنع، بخلاف مثلًا من تكون في بلدها لا شك أن الحكم في شأنها آتٍ أما من جاءت مثلاً، وأرادت أن تصلي في البيت، ثم أيضًا ربما جاءت للبيت، ويحصل لها عبادة أخرى من طواف، ونحو ذلك، فإن الطواف عبادة مستقلة ليست كالصلاة -عبادة أخرى-، فهذه عبادة أخرى؛ فلمثل هذا لا تمنع، والنبي عليه الصلاة، والسلام أخبر أن الصلاة، بالبيت لها فضلها، ولهذا في حديث أم سلمه "أقرب ما تكون المرأة من ربها إذا كانت في قعر بيتها ".كانت في قعر بيتها (6)،وفي حديث امرأة أبي حميد الساعدي عند أحمد قالت: يا رسول الله إني أحب أن أصلي معك قال:" قد علمت ذلك، وصلاتك في بيتك -يرشدها النبي عليه الصلاة، والسلام لم يمنعها لكن بين لها -فقال: وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي هذا" (7). اللهم صلي على نبينا؛ إذ رتب الصلاة في بيتها، ثم في حجرتها البيت هو المكان الذي هو داخل البيت آخره. مثل: السفرة في آخر البيت، والمكان الذي لا يراها فيه أحد، ثم الحجرة تكون يعني في مكان أظهر، وهكذا. فبين أن هذا هو الأكمل، والأفضل لكن لا بأس، فقد كان نساء الصحابة يصلين مع النبي عليه الصلاة، والسلام.فثبت في الصحيحين، وكن يخرجن كما في حديث عائشة لايعرفن من الغلس(8) حذارٍ، والنبي أذنهن في ذلك، ولم يمنعهن في ذلك، ولهذا ربما أحيانًا يكون العمل المفضول فاضل يعني ربما بعض الناس يقول: أنا حينما أدعوا الله سبحانه، وتعالى، وأهلله أجد من الخشية، والخشوع أكثر مما لو قرأت القرآن، وأكثر مما لو صليت مع أنه الصلاة، وقراءة القرآن أفضل من الذكر، والدعاء. لكن نقول: في حقك أنت هذا أفضل فالمفضول قد يكون فاضلاً في حال شخص كذلك، أيضًا في حال المرأة حينما تريد أن تصلي في المسجد الحرام مع أن نقول: إن الصلاة خارج المسجد الحرام داخل الحرم مضاعفة في الصلاة. والصحيح على ظاهر الأدلة أن المضاعفة تشمل جميع الحرم، وعزاه بعضهم إلى الجمهور، والنبي عليه الصلاة، والسلام كان في الأبطح،ولم ينقل أنه كان يأتي إلى المسجد،ويصلي مع أنه قريب منه(9)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه أبو داود (567) ، (2) أخرجه البخاري (900) ، ومسلم (442) (136). (3) أخرجه أبو داود (565). (4) أخرجه مسلم (444)(143) ، (5) أخرجه مسلم (442)(135). (6) حديث أم سلمة عند ابن خزيمة (1683) (7)عند ابن خزيمة (1689) . (8)  (9) أخرجه مسلم رقم ( 1218 ).


التعليقات