الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; صلاة النوافل القبلية المقيدة والبعدية سواء كان رواتب أو غير رواتب هذه لا تصلى في السفر، جاء عن ابن عمر أنه قال: أنه لم يكن يصلي النافلة في السفر، قال: «لو كنت مسبحًا لأتممت»(1)، ما كان يصلي هذه الرواتب، كذلك يلحق بالرواتب أيضًا ما يشبه الراتبة، وإن لم تكن راتبة، وهي أربع قبل العصر، قال بعض العلماء أنها راتبة، وهو قول في الحقيقة؛ لأنها جاء أيضًا ما يدل عليه في صحيح مسلم أنه كان يصلي ركعتين قبل العصر –عليه الصلاة والسلام- صحيح مسلم عن عائشة(2)، فإذا أضيف إلى حديث ابن عمر الذي عند أبي داوود الترمذي أنه –عليه الصلاة والسلام- قال: «رحم الله من صلى قبل العصر أربعًا»(3) قال: بعض أهل العلم منها أيضًا الركعتان اللتان تصليان بين الأذان والإقامة، هذا إذا صلاها فلا بأس، إذا صلاها فلا بأس يعني من هذا المطلق، وأربع ركعات قبل العصر محتمل قد يقال: ورد في حديث ابن عمر الرواتب دون هذه الركعات، وتحتاج يعني إلى مزيد من التأمل والمراجعة، ، أما النوافل مطلقة لا تصلى، هذا في الأخبار الصحيحة عند الصحيحين عن جمعٍ من الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي النافلة على راحلته،(4) حتى لا يبقي عنها إلى القبلة أو غير القبلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عن ابن عمر تركُ النوافل الراتبة في السفر، في "صحيح مسلم" (689). (2) عند مسلم (835) ، والنسائي في "المجتبى" 1/281، وفي "الكبرى" (1556) ، وابن خزيمة (1278) ، وابن حبان (1577) ، والبيهقي في "السنن" 2/457، والبغوي في "شرح السنة" (783)  عن أبي سلمة، أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليهما بعد العصر؟ فقالت: كان يصليهما قبل العصر، ثم إنه شُغل عنهما، أو نسيَهما، فصلاَّهما بعد العصر، ثم أثبتهما، وكان إذا صلَّى صلاة أثبتها. (3) أخرجه أبو داود (1271) ، والترمذي (430) ، وأحمد (2/117( . قال ابن حجر:(رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان وصححه ،وكذا شيخه ابن خزيمة من حديث ابن عمر وفيه-محمد بن مهران- وفيه مقال ،لكن وثقه ابن حبان وابن عدي). التلخيص(2/492 (.  (4) أخرجه البخاري (1098) ، ومسلم (700) ، عن ابن عمر رضي الله عنه.