• تاريخ النشر : 16/01/2017
  • 466
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : ما حكم تشبيك الأصابع وقت الصلاة، وفى أول الصلاة النهي أشد أم في الصلاة، أم في أخرها؟

الإجابة

 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; جاء عند الثلاثة عن كعب بن عجرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: «من توضئ أحدكم ثم عمد الى الصلاة فلا يشبكن أصابعه فانة في صلاته»(1) فهذا فيه مجهول جاء مسمًا جاء غير مبهم لكنه مجهول، وجاء رواية جيدة عند أحمد وعند الحاكم عن أبى هريرة، وعند أحمد عن أبى سعيد(2)، وهي أجود، أنه علية أفضل الصلاة والسلام قال: «إذا عمد أحدكم المسجد فلا يشبكن أصابعه فانة في صلاته حتى يعود»(3) أو«حتى يرجع»، فهذه الأخبار تدل على أنه لا يُشبك أصابعه إذا عمد الى الصلاة، وكذلك ولو كنت في المسجد، بل جاء في رواية «فلا يشبكن أصابعه في المسجد»(4) عند أحمد، في المسجد.اختلف العلماء في هذا فذهبوا إلى الكراهة لا التحريم، لما ثبت في الصحيحين عن أبى هرير أنه -علية الصلاة والسلام- شبك أصابعه في المسجد، في قصة ذي اليدين(5)، وقالوا: إن الذى يذهب الى الصلاة هذا يُنهى عن ذلك على سبيل الكراهة، وفي المسجد كذلك، وفي الصلاة هكذا وفي المسجد كذلك وفي الصلاة هكذا لأنك الآن في عبادة، وتشبيكك في الصلاة نوع انشغال مع التشبيك، انشغال عن الصلاة وعمل أنت منهيٌ عنة مع أن هذا عمل جاء النهي عن خارج الصلاة، أما بعد الصلاة فإن كنت تنتظر صلاة أخرى فكذلك. وقيل: أيضا حتى لو كنت لم تنتظر على ظاهر قولة، "الحديث" «حتى يرجع» يعنى: وأنت راجع إلى بيتك، وهذا هو الأحسن فالإنسان لا يشبك مطلقًا،وإلى دون التشبيك لما ثبت في الصحيحين أنه -علية الصلاة والسلام- لما صلى ركعتين شبك، كالغضبان، وفية أنهم أخبروه -علية الصلاة والسلام- قد يقول قائل: النبي -علية الصلاة والسلام- شبك أصابعه بعد ما سلم من الركعتين، وبقي ركعتان، فيكون تشبيكه داخل الصلاة أو خارج الصلاة؟ تشبيكه في الصلاة. فهل نقول هل يجوز التشبيك في الصلاة لأنه -علية الصلاة والسلام- شبك بينهما وهو في صلاة؟ نقول: هو شبك ظانًا أنه فرغ من الصلاة، فدل هذا الخبر على صرف النهي لكراهة، لأن نفس الحديث جاء النهي عنه عن التشبيك في الصلاة، وفي المسجد، وأنت راجع أيضًا، والنبي شبك -علية الصلاة والسلام-، وورد في حديث أبى موسى أنه شبك -علية الصلاة والسلام- والأمام البخاري قال: " بَاب تَشْبِيك الأَصَابِعِ فِي الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ " فأشار الى الجواز، في المسجد حديث أبى هريرة، وخارج المسجد حديث أبى موسى الأشعري لما قال: « عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»(6) ثم شبك بين أصابعه ، التشبيك في المسجد، يعني كما أن الأصابع ترجع الى أصل واحد وهو الكف، فالمؤمنون يرجعون الى أصلٍ واحد وهو الإسلام، وإن تفرقوا لكنهم راجعون الى أصلٍ واحد كالأصابع ترجع إلى أصل واحد وهو الكف، ولهذا قال: "وشبك بين أصابعه"، ولهذا قوة التشبيك بين الأصابع يدل على قوة الشد، كذلك قوة التواصل بين الإسلام يدل على قوة الأُلفة بينهما، فهذا يدل على الجواز أو يدل على خلاف الأولى، وأن كان النهى إن كنت في المسجد قبل الصلاة أشد أو أبلغ من النهي بعد الصلاة، وبالجملة هو الأظهر أنه خلاف الأولى، لماذا جاء برواية "التشبيك من الشيطان"(7) وهذه محتمل ،عندما بدأت فهي علة لكن أيضًا التشبيك قالوا: لأنه يجلب النوم والنعاس، ويحدث الكسل، لذا جاء النهى عنة لهذه العلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه أبو داود(562) والترمذي (386) وابن ماجه (967)،وهو في "مسند أحمد" (18103)، وقد أورد البخاري في "صحيحه" تحت باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره حديث أبي موسى (481) قال الحافظ: وهو دال على جواز التشبيك مطلقاً وحديث أبي هريرة (482) وهو دال على جوازه في المسجد، وإذا جاز في المسجد، فهو في غيره أجوز. (2)رواية أبي سعيد الخدري في "مسند أحمد" (11385)، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف. (3) قال الترمذي بعد حديث (386): حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ مِثْلَ حَدِيثِ اللَّيْثِ، وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الحَدِيثِ، «وَحَدِيثُ شَرِيكٍ غَيْرُ مَحْفُوظٍ».وأخرجه النسائي(855). وأحمد(8934) .
(4) عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَدَخَلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَجُلًا جَالِسًا وَسَطَ الْمَسْجِدِ، مُشَبِّكًا بَيْنَ أَصَابِعِهِ، يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَفْطِنْ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ، مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ» (حم) 11512 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف. (5) حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ذي اليدين في موضوع سجود السهو بلفظ : ( فَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّه غَضْبَانُ , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى , وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ....) أخرجه البخاري (482) ومسلم (573(. (6)أخرجه البخاري (481) ومسلم (2585(.  (7)عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَدَخَلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَجُلًا جَالِسًا وَسَطَ الْمَسْجِدِ، مُشَبِّكًا بَيْنَ أَصَابِعِهِ، يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَفْطِنْ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَإِنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ، مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ» (حم) 11512 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف.


التعليقات