هل يجوز دخول الكافر للمسجد لإصلاح التكييف، وما أشبهه ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
دخول الكافر المسجد فيه خلاف، من أهل العلم من جوزه مطلقاً، وهم الأحناف حتى المسجد الحرام، وإن كان البعض يستثنى المشركين أو الوثنيين، ومنهم من منعه إلا لضرورة، وهم المالكية، ومنهم من جوزه لحاجة، وهو عند الشافعية، والحنابلة - رحمة الله عليهم[1]، والأظهر، والله أعلم أن قول الجمهور في هذا متقارب حتى قول المالكية - رحمهم الله عليهم - متقارب مع قول الشافعية في هذا، وقول الحنابلة أنه عند الحاجة، وهذا هو الصحيح، وبعضهم قال للضرورة، وفسروا الضرورة بحاجة، وذلك أن الحاجات عامة، وكأنها ضرورات، وعلى هذا إذا احتيج للكافر في إصلاح المسجد أو بناء المسجد فلا بأس، وفسروا أيضاً ذلك بأنه يوجد مثلاً مهندسان يعملان هذا مسلم، وهذا كافر، وهذا الكافر أتقن من المسلم يمكن أن يصلحه المسلم لكن الكافر أتقن فإنهم جوزوه، وهذا ظاهر لأن هذا مسجد، والمصلحة عامة، فالإنسان إذا كان في بيته يختار من هو أتقن، وإن لم يكن مسلماً فما كان مصلحة عامة للمسلمين أولى بأن يجتهد فيه إتقانه، والله - عز وجل - كما في الحديث : " إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ "[2]، ومن أولى أن يتقن هو ما يكون مصلحة عامة للمسلمين، وهذا إن كان فيه مفسدة لكن مفسدة عارضة، ومفسدة يسيرة منغمرة في المصلحة العامة المترتبة على هذا الإصلاح بدخول الكافر، وهو دخول عارض، وقد ثبت في الأخبار الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام في وقائع عدة دخول الكفار إلى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام[3]، مثل دخول وفد نجران من النصارى إلى المسجد. ودخول ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه قبل إسلامه لما وفد من قومه وهم بنو سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد. ومن ذلك أيضاً دخول الكافر لمصلحة لدعوته أو سماع القرآن أو ما أشبه ذلك كما قال سبحانه : (وإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ )[4]، هذه مصالح عامة، ولهذا ربط، ثمامة بن أثال كما ثبت في الصحيحين في المسجد حتى سمع، وكان يرى النبي، وكان يمر النبي - عليه الصلاة والسلام -، والصحابة، ثم بعد ذلك أسلم[5]. المقصود في قصص، ووقائع عدة جاءت في هذا الباب هذا هو الأمر، والله أعلم . نعم .