ينتشر في هذا الزمان صلاة كبار السن في المساجد على كراسي مستقلة لا يرتبط فيها المصلي بالصف كما ينبغي، بل هو يصلي بصفة مستقلة عمّن حوله في كل شيء حتى في الوقوف فهو دائماً متقدم على الصف، فما لحكم في ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
إذا احتاج المصلي في صلاته الجلوس فلا بأس بذلك، كما قال - عليه الصلاة، والسلام - : " صَلِّ قائمًا ، فإن لم تستَطِع فقاعدًا ، فإن لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ "[1]، وأطلق النبي عليه الصلاة، والسلام الجلوس، ولم يقيّده، فأخذ بهذا بعض أهل العلم أنه على أي صفة جلس، وقعد فإنه يكون ممتثلاً للأمر، وذلك أن الجالس على الكرسي جالس أو قاعد يدخل في عموم الحديث، وهو في حال جلوسه ظهره قائم، وأدى صفة الصلاة في حال الجلوس إذا كان لا يستطيع القيام ، المقصود أن هذه المسألة مما وقع فيها الخلاف، فيما إذا كان يمكن أن يجلس على الأرض، أما إذا كان لا يمكن له الجلوس على الأرض كما لو شق عليه الجلوس، وتضرر. هذا لا إشكال أنه يصلي على الكرسي، لكن إذا كان يمكنه أن يصلي جالساً أفضل، هل يلزمه الجلوس على الأرض، ويصلي أو يجوز له الجلوس على كرسي؟ من أهل العلم من قال : يصلي على الأرض لأنه - عليه الصلاة، والسلام لما مرض، وجاء ودخل المسجد في آخر حياته صلى جالساً عليه الصلاة، والسلام على الأرض، ولم ينقل له كرسي، وكانت الكراسي موجودة. والأظهر، والله أعلم أنه لا بأس يصلي على كرسي؛، ولأنه في هذه الحال في الحقيقة يقرب من حال القائم، ويقرب من حال المصلين بأن يكون مساوياً لهم فهذا أقرب إلى هيئته.، وعلى هذا نقول: إذا كان هو يصلي جالساً بمعنى أنه لا يستطيع القيام، ولكنه يستطيع الركوع، والسجود في هذا الحال يجب عليه أن يركع، ولا يجب عليه أن يسجد، فلا يجوز له أن يركع حال جلوسه لأنه قادر على الركوع، كذلك أيضاً يجب أن يسجد في الأرض، ولا يجوز له أن يسجد على الكرسي، وهذه مسألة ينبغي التنبه لها؛ لأن كثيراً ممن يصلون على الكراسي يركع، وهو جالس، ويسجد، وهو جالس، وهذا لا يجوز، النبي عليه الصلاة، والسلام يقول : " إذا أمرتُكم بأمرٍ فأْتُوا منه ما استطعتُم "[2]، وقال:" صَلِّ قائمًا ، فإن لم تستَطِع فقاعدًا ، فإن لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ "[3]، وهذا لا يستطيع القيام حال القيام.
أما إذا كان يستطيع السجود في الأرض فيجب أن يسجد في الأرض ، يستطيع الركوع يجب عليه أن يقوم، ويركع؛ لأنه ربما لا يستطيع القيام الطويل خلف الإمام لكن القيام العارض، ثم يركع هذا يستطيعه، وكذلك السجود، أما إذا كان لا يستطيع السجود في الأرض، ولا كذلك لا يستطيع الركوع في هذا الحال يومئ في الركوع، والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه كما في حديث جابر رضي الله عنه ، هذا من حيث تأصيل المسألة، وهو الذي ينبغي التنبه له، وأنه يجب عليه يأتي بالركن الواجب عليه، ولا يجوز أن يفرط في شيء منه؛ لأنه، واجب يجب أداؤه.
الحال الثاني أو المسألة الثانية :وهو كيف يصف؟ نقول: إذا كان في صلاته يصلي على الجلوس إنما يومئ بالركوع، والسجود في هذه الحالة العبرة بأن يكون على الكرسي، وأن يكون الكرسي أو أرجل الكرسي محاذية لأرجل الصف إذا كان هو في جميع صلاته لا يستطيع القيام، فيكون في حال القيام جالسًا، ويقرأ، وهو جالس فيكون ظهره مساوياً لظهور المصلين، وكذلك أرجل الكرسي يكون حذاء أرجل المصلين، حذاء الصف، أما إذا كان هو يقول: أنه يسجد عن جلوس، ويركع عن جلوس لكنه يقوم قائماً يستطيع القيام، تارة يستطيع القيام، وتارة لا يستطيع، إذا كان لا يستطيع القيام فالعبرة في هذه الحالة أن يكون محاذياً للمصلين بظهره، وكتفيه. وكذلك تكون أرجل الكرسي محاذية لأرجل المصلين، أما إذا كان في حال صلاته قائماً جميع الصلاة، وإنما يسجد، ويركع عن جلوس إذا أراد السجود جلس ، إذا أراد الركوع جلس لأنه لا يستطيع ، في هذه الحال يكون عليه أن يكون بحذاء المصلين، وأن تكون أرجل الكرسي راجعة، وتكون يدا الكرسي هي المحاذية أو مقدمة الكرسي المحاذية لأرجل المصلين هذا هو الواجب في هذه الحال . هذا هو الأصل، إلا أنه إذا كان يتأذى من خلفه من المصلين في هذه الحال نقول: يغتفر لمثل هذا، ولا بأس أن يتقدم مادام أنه في آلية مع أن المشروع أن يصلي الإنسان في هذه الحال في طرف الصف من هنا، ومن هنا لكي لا يشغل المصلين، ولكي أيضاً لا يتقدم على الصف، يكون في حذاء الصف من يمين أو من طرفه من هذه الجهة أو من هذه الجهة هذا بيان مختصر لما يتعلق بهذه المسألة ، نعم.