يقول السائل : أنا أعمل بإحدى الشركات كمدير، وصاحب الشركة عمل قاعة صغيرة من أجل الصلاة كتب على بابها مسجد، فكان مستخدمون الشركة يصلون فرادى كلا على حده، أما أنا وصاحب الشركة فقد كنا نذهب إلى الصلاة في المسجد خارج الشركة، فآثرت أن أجعل من مسجد الشركة مسجدا لصلاة الجماعة، بهذا أصبحت أؤذن كلما حان وقت الصلاة وأجمع المستخدمين وأصلى بهم جماعة، فأيهما أفضل أن أصلي في المسجد خارج الشركة أم أصلي بالمستخدمين داخل الشركة؟ مع العلم أني لا أحفظ القرآن إلا ثلاثة أحزاب؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الواجب إن أمكن أن تصلوا جميعا أنت وصاحب الشركة، والعمال مادام المسجد قريب فتصلون في المسجد، إلا إذا كان يترتب ضرر على العمل أو تلف شيء من الأجهزة أو نحو ذلك، في هذه الحالة لا بأس أن يعملوا مكان يكون مسجد، وإن أمكن أن يكون مشرع على الطريق حتى يصلي فيه غير أصحاب الشركة يشبه المساجد العامة هذا أحسن، فإن لم يكن هناك شيء يمنع فتصلون جميعا، فإن تعزر هذا أو شق لأن العمال قد لا يأتون للصلاة أو لا يمكن إلزامهم بذلك أو عندهم تكاسل، وربما لو أنهم أمروا بالصلاة في المسجد ضيعوها، وربما ذهب الواحد منهم فضيع العمل وضيع الصلاة أو نحو ذلك، وخشي شيء من هذا؛ ننزل صاحب العمل أو مدير الشركة الذي هو أنت منزلة رجل الحسبة الذي يجمعهم على الصلاة.
ومثل مدير المدرسة الذي يكون عنده مسجد في المدرسة، وربما يكون المسجد قريب منه وعنده مصلى في المدرسة والمصلى قريب، ولو أنه أخذ الطلاب إلى المسجد يترتب ضرر وربما تضيع للصلاة، وإزعاج للناس ومضايقه، وقد يكون كثير منهم لا يحفاظ على الصلاة، بخلاف ما إذا كان في المدرسة فإنه محفوظ مراقب من قبل المسؤولين في المدرسة، ففي هذه الحالة لا بئس أن يصلي بالمدرسة كذلك. كذلك أصحاب الشركات هم على هذا الوصف، إذا كان الأمر كذلك فكونك تصلي بهم لا بأس، وإن كنت تقول: لا، أنا يمكن أصلي في المسجد وهؤلاء يصلون في الشركة، فهذا حسن إلا إذا دعا أمر مما تقدم أنك تصلي بهم في الشركة إذا كانوا لا يجتمعون أو يتفرقون إذا لم تحضر، وكذلك أيضا مثل المساجد التي في الدوائر الحكومية لو ترتب على خروج الموظفين تضيع للمعاملات، تضيع للمراجعين والمراجع جاء من أماكن بعيدة يشق عليه مثلا أن ينتظر، وهي مثلا صلاة واحدة فكونك تتأخر عليه، وربما يكون لديه أعمال أخرى، فإذا صلى في دائرته أنجز العمل وسعى في أمور إخوانه، وهو كذلك أعظم من الذي تكون الصلاة في دائرته أولى في هذه الحال.