السؤال: يوجد في الأسواق سجادة من مادة تشبه الإسفنج إذا وقف عليها المصلي تنزل ثم تعود لحالتها، وهي خاصة لكبار السن، ما الحكم في الصلاة عليها؟.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الجواب: لا بأس من الصلاة عليها لكن في حال السجود يجب على المصلي أن يمكن وجهه ويديه حتى تنضغط هذه السجادة، لأن من واجبات السجود هو التمكين، أما إذا كان كالمعلق يضع رأسه وضعًا هكذا وكأنه معلق هذا لا يجوز، ولهذا قال عليه السلام: "مكن جبهتك من الأرض"(1)، من حديث ابن عمر عند بن حبان، وجاء أنه عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس في الصحيحين، وكذلك العباس والده في صحيح مسلم، أنه عليه الصلاة والسلام قال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء"(2)، ولا يتحكم في السجود إلا بالتمكن بوضع الجبهة في الأرض. والصحابة رضي الله عنهم كانوا مع شدة الحر يسجدون على الحصى بعد أن يأخذه، إما أن يسجد على شيء وإما أن يأخذ أحدهم حصى يبرده(3)، فهذا كله يدل على وجوب التمكين، وإلا يمكن أن يضع الصحابة رضي الله عنهم أدنى وضع يحصل به مسمى السجود، فدل على وجوبه، وإذا كان مع هذه الحال في شدة الحر والرمضاء مع حال الاختيار الذي ليس فيه شدة حر يكون أوجب وألزم، ولهذا نص العلماء على أنه لا يجوز السجود على القطن ولا على الزرع الذي يكون كالمعلق حينما يسجد، ولهذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: إذا كان الإسفنج ليناً فإن وضعتَ عليه جبهتك وضعاً فقط دون أن تكبس عليه فهذا لا يجزئك في السجود، وقد ذكر ذلك أهل العلم في كتبهم، قالوا: إذا سجد الإنسان على عِهْنٍ منفوشٍ أو على قطن، واقتصر على مُمَاسَّة الجبهة لهذا فقط دون أن يكبس عليها فإن سجوده لا يصح. فهذا الإسفنج إذا سجد عليه حتى أنكبس وتمكن فلا بأس، أو كان هذا الإسفنج أيضًا من النوع الذي يكبس هو في الحقيقة ويمكن بسجوده عليه يحصل المقصود، إلا أنه في الغالب أن هذا الإسفنج المذكور أنه يريح في حال القيام وحال السجود في الغالب أنه ينضغط قليلًا، فإذا وضع الإنسان رأسه فضغطه، ليس المعنى أنه الضغط الشديد [9:7] لا، أنه يضع رأسه ويمكن من يديه كما قال عليه السلام: " إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ "(4)، ففي هذه الحالة يحصل المقصود والواجب في السجود. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البزار "082 1"، وابن حبان "963- موارد"، والبيهقي في دلائل النبوة" "6/294"، كلهم من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرجى حدثني عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر به. قال البزار: وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق وحسنه البيهقي وصححه ابن حبان. (2) أخرج البخاري (816) ومسلم (490) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا). (3) أخرج البخاري (378) عن عن أنس بن مالك قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود. (4)عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ، وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ " أخرجه مسلم (494).