مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

من وجد فرجة في الصف هل يجب عليه سدها ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; نعم، من وجد فرجة في الصف فالأصل أنه يجب أن يسدها، لقول النَّبيّ عليه الصلاة والسلام: « أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ »[1]  وإتمام الصفوف واجب على الصحيح، وهو اختيار تقي الدين ابن تيمية وابن حجر[2]  خلافًا للجمهور كما جاءت بذلك الأدلة عنه - عليه الصلاة والسلام - وقالوا :   (فَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ)[3]  وأيضاً أنه - عليه الصلاة والسلام - قال : (وَسُدُّوا الْخَلَلَ[4] ).  وقال أيضاً في حديث البراء بن عازب أنه قال : (من سَدَّ فُرجةً فى صَفٍّ، رفَعهُ الله بها دَرجةً)[5]  جاءت أحاديث في الحث عليه، وجاءت أحاديث في الأمر بذلك بإتمام الصفوف؛ ولهذا قال البخاري: باب أثم من لم يتم الصفوف، ويدخل في ذلك أيضاً الفرجة التي تحصل بأمر المصلين أن يتلاصقوا، ولهذا قال: "لينوا في أيدي إخوانكم" وقال:«أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا، وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»[6]  هذا قد يدخل فيه في الحقيقة من كانت الفرجة أمامه يراها فلم يصلها، وكذلك أيضاً إذا حصل تفريط. الناس اليوم ربما في المساجد لا يتقاربون، وقد يكون الموضع الذي تراه لا يسع الدخول، لكن أنت لو أمرت هذا أن يدنو وهذا يدنو قد يحصل لك موضع متسع من أربعة أو خمسة أنت أمرتهم بأن يقرب بعضهم بعض، ولهذا أقول أنه يشرع مثل هذا الشيء ويجب على أخيك المسلم أن يلين ولا يستنكر مثل هذا الشيء لكن لو فرض أنه لم يستجب بذلك فلا شيء عليك وتبحث عن مكان آخر.




[1] - أخرجه أحمد  (12377) و(13280) و(13473). و أبو داود (671). والنَّسائي (892)، وفي الكبرى (894). وابن خزيمة (1546). . ([2] ) فتح الباري - ابن حجر (2/ 210). [3] - نفس المصدر السابق. ([4] ) أخرجه أحمد  (22618 و22619) وأبو داود في سننه (681). [5] - أخرجه أحمد (24631). و"ابن ماجه (995) والطبراني في «الأوسط» 6/ 61 (5797)، قال الهيثمي 2/ 91: رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه: مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف، وقد وثقه ابن حبان. [6] - أخرجه أحمد (5724) وأبو داود رقم (666).


التعليقات