أعمل من الليل إلى الصباح الساعة الثامنة تقريباً، ثم أنام حتى الساعة الخامسة عصراً وأصلي الظهر جمعاً مع العصر فما حكم فعلي هذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ,
الجواب: إذا كان يعمل في الليل ويستمر حتى الصباح ثم ينام ويجتهد في الاستيقاظ واتخاذ الوسائل التي تعينه على الاستيقاظ لصلاة الظهر فلا يستيقظ، فأقول: إن هذا العمل إن تيسر له أن ينصرف إلى غيره فهو الأولى والأكمل؛ لأنه عمل يكون سبباً لتضييع الصلاة قد لا يحصل منه مقصوده ومراده، من جهة البركة في ماله، وإن كان هذا العمل مما يضطر إليه ولا يجد غيره، ولو تركه يضيق حاله، والظاهر في الغالب لا يتسنى له غيره في هذه الحالة عليه أن يجتهد في أن يغير عمله أو ورديته أو الوقت الذي يعمل فيه كأن يكون متعاقدًا مع زملاء، ثم بعد ذلك عليه أن يجتهد في أن يستيقظ لصلاة الظهر. ولو فرض أنه غلبته عيناه بغير اختيار مع اتخاذ وسائل الاستيقاظ فلا شيء عليه لقول النَّبي عليه الصلاة والسلام : (إذا رَقدَ أحدُكم عن الصلاة، أو غَفَل عنها فليصلِّها إذا ذكرها)[1] ولحديث صفوان بن المعطل السلمي وهو حديث جيد، رواه أبو داود وغيره وفيه أنه كان يغلبه النوم ولا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس فشكته زوجته وأنه قال يا رسول الله: إنا قوم أو أهل بيت عرف لنا ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا استيقظْتَ فصَلِّ)[[2]، وذلك أنه ليس عن تفريط منه بل غلبه النوم.