يقول السائل : ما حكم مطالعة الساعة في الصلاة أو القرآن؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نعلم أن الإنسان إذا صلى ينبغي أن يخشع بجوارحه وأن يكون نظره على الخلاف هل هو للإمام أو إلى موضع سجوده، فالذي ينظر للساعة يقلب بصرة من هنا ومن هنا، فإن كان شيئًا خفيفا أن تكون ساعته في يده ونظر خفيف واحتاج فلا بأس بذلك، وإن كان حركة وعمل فهذا من مكروهات الصلاة ولا يبطلها. ومن ذلك أيضًا ما يشغل بعض الناس بالجوال مثلا ومتابعة جواله فإما يأخذه جانبه أيضًا، هذا حركة يأخذه في جنبه فيترتب عليه إزعاج وأذية فليحرم خاصة إن كان فيها نغمات موسيقية فهو حرام ، فإذا كان في الصلاة من باب أولى أذية وإزعاج والإنسان لا يبالي تراه يترك جواله مفتوح لا يقفله، وقد يكون فيه نغمات موسيقية ولا يبالي هذا منكر وحرام على إتيان الصلاة على هذا الحال، والذي عليه الصلاة والسلام قال "لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن"(1)
أنت لو كنت تجهر بالقرآن وتؤذي غيرك فهذا نهي عنه إذا ترتب عليه أذية فهو حرام بالقرآن فكيف إذا كانت الأذية بأصوات الملاهي والموسيقى والنغمات، التحريم أشد {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 58].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ رَمَضَانَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ، فَقَالَ: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُصَلِّيَ»,
أخرجه الحارث ابن أبي أسامة – بغية الحارث-(231) والطبراني في المعجم الأوسط (2362).