الحمدلله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد , إذا كان الإنسان يصلي رباعية أو ثلاثية ثم بعد ذلك تبين له أنه زاد ولم يشعر إلا بعد ذلك فهذا له أحوال ، الأولى: إن كان في أثنائها كما ذكر فإن كان قائماً إلى الرابعة في الثلاثية أو إلى الخامسة في الرباعية فيجب عليه الجلوس بلا تكبير مباشرة للتشهد ثم يتشهد ثم يسجد للسهو قبل السلام ، ثم يسلم على الأظهر في هذه الصورة الثانية: وإن كان ذكر بعدما سلم في هذه الحالة عليه أن ينتهي لأنه أتى بالخامسة ، عليه أن يسجد للسهو ثم يسلم لأنه لا يمكن أن يسجد للسهو إلا بعد السلام،  وثبت في حديث ابن مسعود في صحيح البخاري في قصة النبي - عليه الصلاة والسلام - لما صلى خمس⁽¹⁾ وهذا إذا كان جازماً بها أما إذا كان متردداً في الزيادة في الرابعة أو الخامسة في هذه الحالة لا نقول يجلس ، نسأله نقول أنت الآن حينما قمت إلى الركعة هذه لتقول هذه الرابعة في الثلاثية  أو الخامسة في الرباعية هل تجزم بها ؟ إن كنت تجزم فالحكم كما تقدم في هذه المسألة قال : لا ، أنا يغلب على ظني . إن كان يغلب على ظنه في هذه الحالة أيضاً يجلس ؛ لأن الأصل هو البناء على غلبة الظن ، ويعمل بغلبة الظن فليتحرى الصواب وليبني عليه يعني كما لو كنت غلب على ظنك أن الركعة التي أنت فيها هي الرابعة لصلاة الظهر فلا تقوم إلى خامسة تجلس وتكمل صلاتك ثم بعد ذلك تتشهد ثم بعد ذلك تسلم قبل السجود ثم تسجد للسهو ثم تسلم وكذلك أيضاً مثله لو أنك قمت إلى الرابعة في المغرب الحكم كذلك وذلك أنك بنيت على غالب الظن أما الصورة قبلها فإنك قطعت بها فلما قطعت بها الحكم مختلف أم البناء على غالب الظن فهذا حكم الحالة الثالثة : إذا حصل عندك شك أنت الآن في السجدة الأخيرة في هذه الركعة ثم حصل عندك شك هل هي الثالثة أو الرابعة في المغرب شككت، نقول : تلغي الشك وتبني على ما استيقنت كذلك أيضاً إذا كان في صلاة الظهر شككت ما تدري الرابعة الخامسة الثالثة تلغي الشك وتبني على اليقين ثم بعد ذلك تتشهد وتسجد للسهو قبل السلام ثم تسلم ، هذه أحوال من زاد أو شعر بزيادة أو تبين له بعد ذلك أنه زاد وكان حين الزيادة لم يشعر بها.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقِيلَ: زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قِيلَ: صَلَّيْتَ خَمْسًا، " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " أخرجه البخاري (1226) ، ومسلم (572).