• تاريخ النشر : 06/01/2017
  • 240
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : هل يشترط المؤذن أن يكون عذب الصوت؟ ولماذا كان بلال فقط هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; عذوبة الصوت ليست شرطًا عند أهل العلم وهذا يظهر أنه محل اتفاق، عذوبة الصوت سنة أن يكون عذب الصوت، قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن زيد بن عبد ربه عندنا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني هذا له أحاديث في الصحيحين، ومن أشهرها أحاديث الوضوء، وأما عبد الله بن زيد بن عبد ربه هذا له حديث في مسلم، وهو راوي لحديث الأذان، ولما رأى تلك الرؤيا قال عليه الصلاة والسلام: «أَلْقِهِ عَلَى بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ»(1). ما معنى أندى؟ أعلى وأمد،  وكذلك عند النسائي أن النبي عليه الصلاة والسلام" في يوم الفتح سمع صبيةً من صبيان أهل مكة يقلدون مؤذن النبي عليه الصلاة والسلام استهزاءًا صبيان صغار يستهزئون، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت أحدهم أعجبه فدعاه فإذا هو أبو محذورة فمسح النبي صدره عليه الصلاة والسلام، وعلَّمه الأذان"(2)، وأعطاه سُرةً من المال.المقصود أنه في رواية أعجبه صوته إما عند ابن خزيمة وغيره(3) لكن الشاهد أنه دعاه لحسن صوته عليه الصلاة والسلام ثم كان بعد ذلك مؤذنًا للنبي، وهذا فيه جواب عن الشق الثاني أنه لماذا مؤذن بلال وحده؟ لا، هناك غيره وهو أبوه محذور قيل اسمه أوس أو سمرة أو سلمة أو سلمان، ابن معير أو عمير بن لوذان ، وسعد القرظ هذا جاء عند ابن ماجة أيضًا إنه أذن للنبي صلى الله عليه وسلم وأولاده كذلك(4)، لكن المؤذن الدائم والذي يؤذن كثيرًا بيِّن جيد للنبي عليه الصلاة والسلام هو بلال رضي الله عنه، ويكفي مؤذنه، وإذا احتاج إلى مؤذن فليأت، وابن أم مكتوم أيضًا كان يؤذن للنبي عليه الصلاة والسلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه أبو داود (499)  والترمذي (187)، وابن ماجه (706) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.وهو في "مسند أحمد" (16478)، و"صحيح ابن حبان" (1679)
(2) أخرجه أبو داود (500) و (504)، والترمذي (189) والنسائي 2/ 7 وابن ماجة (708)  وقال الترمذي: حسن صحيح. (3) أخرجه ابن خزيمة (377). (4) عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ الْقَرَظِ أَنَّهُ سَمِعَهُ , يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْأَذَانَ أَذَانُ بِلَالٍ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِقَامَتَهُ , وَهُوَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا [ص:441] رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» , ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَقُولُ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ , اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ , لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» , وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ , وَيَقُولُ: «قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّةً وَاحِدَةً» قَالَ سَعْدُ بْنُ عَائِذٍ: وَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا سَعْدُ إِذَا لَمْ تَرَ بِلَالًا مَعِيَ فَأَذِّنْ» , وَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ , وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا سَعْدُ إِذَا لَمْ تَرَ بِلَالًا مَعِيَ فَأَذِّنْ» , قَالَ: فَأَذَّنَ سَعْدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ بِلَالٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى مَنْ أَدْفَعُ الْأَذَانَ يَا بِلَالُ؟ , قَالَ: إِلَى سَعْدٍ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءٍ , فَدَعَى عُمَرُ سَعْدًا فَقَالَ: الْأَذَانُ إِلَيْكَ وَإِلَى عَقِبِكَ مِنْ بَعْدَكِ , وَأَعْطَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَنَزَةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُ بِلَالٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: امْشِ بِهَا بَيْنَ يَدَيَّ كَمَا كَانَ بِلَالٌ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى تَرْكَزَهَا بِالْمُصَلَّى فَفَعَلَ. أخرجه الدارقطني (906).


التعليقات