يقول السائل : ما حكم حجز الأماكن بالأجرة, ثم يأتي مصلي متأخرًا يُعطي عشرة أو خمس ريال ويخلف؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
حجز الأماكن هذا لا يجوز, أما من كان في مكان له وذهب يتوضأ معتكف مثلًا في هذه الحال, يقول النبي عليه الصلاة والسلام: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ "(1) فهو أحق به, أما أن يُحجز المكان سواء بأجرة أو غير أجرة هذا لا يجوز, بل تقدم أن بعض العلماء قال لا تصح صلاته لأنها مغصوبة, فلا يجوز للمسلم أن يؤذي إخوانه، والتقدم ليس في السجاجيد, التقدم ليس في سجادته ولا في عصاه, إنما التقدم يا إخواني يكون تقدمك وحضورك بحضور قلبك هذا هو الواجب عليكم يا إخوان.فهذه في المساجد نص العلماء أنه لا يجوز الحجز, بعضهم ربما يحجز وربما يعضهم يُجبر غيره على إخراجه من هذا المكان لأن حجز لغيره هذا لا يجوز أيضًا, إذا كيف ينوي الإنسان خير جاء إلى بيت الله إلى المسجد الحرام يُريد الخير مضايقة الناس وإيذاء الناس, وتقدم أن بعض العلماء قال إن هذا إذا كان صحيح فالصلاة صحيحة على الصحيح كما يقولون إنما الواجب الحذر.ولو أن إنسان يعني جاء متأخر وصلى بأي مكان ولو في آخر المسجد خيرٌ له من كونه يزاحم ويضايق في مكان متقدم بل يقول ابن عبد البر رحمه الله: لو تقدم إنسانٌ أول الوقت جاء مبكر وجلس في آخر المسجد, وجاء إنسانٌ متأخر وجلس في مقدمة المسجد, فالمتأخر الذي تقدم أفضل من ذاك المتأخر يتقدم وهذا ذكر عليه الاتفاق رحمه الله. وإن كان مثلًا يجمع التقدم في الوقت والتقدم في المكان يتقدم في الوقت ويتقدم أيضًا لا يضعف في المكان, إلا إذا كان إنسان له عذر يستند في مكان ربما تأخر عن المسجد يأتي العُذر, فهذا معذور والمعذور على أجلِهِ لأنه بنيته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه مسلم (2179)، وأبو داود (4853).