يقول السائل : ما ذكر عن شيخ الإسلام أن صلاة الجماعة شرط؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا نسبه لشيخ الإسلام جماعة من أهل العلم، أنا ما وقفت عليه صريحاً من كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- إنما نسبوه إليه في الاختيارات أُناس من أخص أصحابه -رحمه الله- نسبوه إليه، وجزموا بذلك بنسبته له، وهذا دليل على ذلك إنما من كلامه -رحمه الله- ينظر. الذي رأيته من كلامه -رحمه الله- أنه حكى هذا عن بعض العلماء من المذهب ذكر عن ابن أبي موسى وابن عقيل، أنهم قالوا: إنها شرط وقالوا على القاعدة أنه واجبة، والواجبات أيضًا ربما تكون كالشروط ثم أيضًا في الحديث حينما قال: «فلا صلاة له»(1) فهذا مثل من في قراءة الفاتحة، وأنه «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن»(2)، وكذلك لا وضوء لمن وأنه: « لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ »(3).
جاءت بالنفي فهذه وإن كانت تؤدي بعض الوجوب تكون شرطًا وإن كان شرطًا خارجًا عنها فنُزِّل هذا منزلة الشرط عند بعضهم، ودلل لابن عقيل -رحمه الله- في بعض المسائل دلل له ببعض المسائل -رحمه الله- لكن هذا فيه نظر، والصواب والأظهر والله أعلم أن الصلاة في غي الجماعة صحيحه لكنه آثم ولها أدلة مذكورة في كلام أهل العلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه أبو داود(551) وابن ماجه (793) والدارقطني (1557)، والبيهقي 3/75 ، والحاكم 1/ 245، وهو في "صحيح ابن حبان" (2064)، وصحح وقفه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 274، وأقره عليه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 96.
(2) أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (3) ، وفي "خلق أفعال العباد" (523) ، ومسلم (394) (36) ،
(3) أخرجه البخاري (135)، ومسلم (225)،