• تاريخ النشر : 06/01/2017
  • 698
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : هل هناك دليل على نظر المصلي أمامه إلى الإمام كما نظر الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; اختلف العلماء في نظر المصلي هل ينظر أمامه أو ينظر إلى موضع سجوده.البخاري بوب على ذلك -رحمه الله-، وأن الجمهور يقولون: ينظر إلى موضع سجوده، وورد هذا في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾المؤمنون1-2، وجاء أثر مرسل عن ابن سيرين عند عبد الرزاق،(1) وهو عند الحاكم متصل بسندٍ فيه ضعف أن المعنى نزلة في النظر في الصلاة، وأنهم طأطئوا بأبصارهم إلى مواضع سجودهم أو واضع أقدامهم يعني ينظر أسفل في موضع سجوده (2). وجاء أيضًا في خبر عند أبي داود والنسائي من حديث عبد الله بن الزبير أنه عليه الصلاة والسلام في التشهد رمى ببصره إلى إشارته كان يشير بإصبعه ورمى ببصره إلى موضع إشارته (3).هذا الخبر وإن كان واردًا في النظر في التشهد إلى يعني الإشارة أو ما أمامه فهو يدل فيه على أن النظر للمصلي لا يكون أمامه؛لأن الموضع واحد حال التشهد وحال القيام؛ ولهذا رمى لأنه هذا هو نظره عليه الصلاة والسلام نظره يكون إلى موضع سجوده أو قريبٍ منه كما في الراية أنه قال: "نظر إلى موضع إشارته: أو رمى بصرع إلى موضع إشارته، ومالك -رحمه الله- يقول: ينظر أمامه وهو قول واختيار البخاري -رحمه الله- لكن كما سبق أن النظر الوارد في الخبر هذا نظرٌ عارض ليس نظرًا مستقرًا إنما قال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ»(4)، في عُرضها، وفي لفظ (مثلت)، وفي لفظٍ: «طبعت له النار»(5) فنظر عليه الصلاة والسلام نظرًا عارضًا ليس نظرًا ثابتًا مستقرًا، وفرقٌ بين الشيء العارض والشيء الثابت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عن ابن سيرين أنه كان يحب أن يضع الرجل بصره حذاء موضع سجوده . مصنف عبد الرزاق ( 2 / 163 ).  (2) كان r إذا صلّى طأطأ رأسه، ورمى ببصره نحو الأرض". فقد أخرجه البيهقي (2/283) والحاكم في المستدرك (2/393) كلاهما من طريق أبي شعيب الحراني عن أبيه عن إسماعيل بن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة t به، ولمَّا أخرج الحاكم هذا الحديث أعقبه بقوله: "صحيح على شرط الشيخين، ولا خلاف فيه على محمد – أي ابن سيرين -، فقد قيل عنه مرسلاً". فتعقبه الحافظ الذهبي بقوله: "الصحيح مرسل" أ.هـ.
(3) عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته .أخرجه أبو داود ( 990 ) والنسائي ( 1275 ) وصححه النووي في شرح مسلم ( 5 / 81) فقال : والسنَّة أن لا يجاوزه بصره إشارته وفيه حديث صحيح في سنن أبي داود. (4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمْعَةَ بْنِ خِنْدِفٍ يَجُرُّ قَصَبَةً فِي النَّارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَسَيَّبَ السَّوَائِبَ»  أخرجه وأحمد(14800) وعبد بن حميد (1036)، وأصله في صحيح البخاري(4624) من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَرَأَيْتُ عَمْرًا يَجُرُّ قُصْبَهُ، وَهْوَ أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ» (5) لم أقف عليه.


التعليقات