يقول السائل : هل الصلاة بعد العصر جائزة، والبعض يقول: إن الصلاة بعد العصر جائزة ويقول الكراهة تبدأ باصفرار الشمس؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا قولٌ ضعيف، والصواب ما دلت عليه الأدلة عن أبي سعيد الخدري(1) وابن عباس عنه عليه الصلاة والسلام(2) أيضًا وأحاديث كثيرة متواترة في هذا عن النهي عن الصلاة في أوقات النهي عن الصلاة بعد العصر، وبعد الفجر ، لا صلاة بعد العصر، لا صلاة بعد الفجر، هذا نفيٌ صريحٌ واضحٌ بين ولا اجتهاد بعد ذلك، أما الخبر الوارد أنه عليه الصلاة والسلام قال:«لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس بيضاء نقية»(3)هذا رواه أبو داود عن علي رضي الله عنه عنه وقد وهم من صححه وهذه الرواية شاذة راويها وهب بن الأجدع الهمداني مجهول وقد وهم الحافظ رحمه الله في التقريب ووثقه وقد قلده بعض أهل الحديث رحمهم الله فقووا هذه الرواية فاعتمدوا على التقريب وإلا فالراوي وهب بن الأجدع في ترجمته تبين أنه في حكم المستور أو المجهول. ثم الحديث مخالف للأخبار الصحيحة، أخبار جاءت في النهي عن الصلاة العصر بعد وبعضها جاءت يأتي النهي حال الغروب أي المعظم، لحديث ابن عمر «عند طلوعها أو عند غروبها»(4) كذلك حديث عائشة (5)أيضًا فهذا هو الصواب في هذه المسألة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ صَلاَةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ» . أخرجه البخاري (586) ، ومسلم (827) .
(2)عن ابن عباس قال: شهد عندي رجالٌ مرضيُّون، فيهم عُمَرُ بن الخطاب، وأرضاهم عندي عُمَرُ، أن نبي الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "لا صَلاةَ بَعدَ صلاةِ الصبح حتى تَطلُعَ الشمسُ، ولا صَلاةَ بَعدَ صلاةِ العصرِ حتى تَغرُبَ الشمسُ" . أخرجه البخاري (581)، ومسلم (826)،
(3) قال أبو داود: حدثنا مسلمُ بنُ ابراهيم، حدثنا شُعبة، عن منصورِ، عن هلال بن يساف، عن وهب بن الأجدع عن عليّ: أن النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم – "نَهَى عن الصَّلاة بعد العصر إلا والشمسُ مرتفعة" . حديث صحيح. وهب بن الأجدع: هو الخارفي الكوفي، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: كان قليل الحديث، روى عنه عامر الشعبي وهلال بن يساف، وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه العجلي، وباقي رجاله ثقات. ولفظة " إلا والشمسُ مرتفعة" يعني مالم تصفر الشمس.
أخرجه أبو داود (1274) والنسائي في "الكبرى" (371) وهو في "مسند أحمد" (610)، و"صحيح ابن حبان" (1562). وحسنه الحافظ في "الفتح" 2/ 61، وصححه ابن العراقي في "طرح التثريب" 2/ 187.
(4)ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَإِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا (2) حَتَّى تَغِيبَ " .
أخرجه البخاري (3272) و (3273) ، ومسلم (828) (290).
(5) عن عَائِشَةُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَتَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا ، فَتُصَلُّوا عِنْدَ ذَلِكَ " أخرجه مسلم (835).