يقول السائل : الأخ أبو زيد من الكويت أورد حديثًا بأن « «الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ» ما صحة الحديث وهل معنى هذا أنهما يعذبان فيها عقوبةً لهما؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحديث صحيح في البخاري «إن الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ »(1) هذا في البخاري، وجاء في لفظة جيدة خارج الصحيح لا أذكرها " إن الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة"(2) وبلفظ «ثوران عقيران في النار»(3) لأن الذي في البخاري: «الشمس والقمر مكوران في النار»، في لفظٍ أخر «ثوران عقيران في النار» والإشكال في مثل هذا أن يسلط الإنسان عقله على أمور إن أشكلت فعليه أن يتوقف،وإن لم يشكل كما هو الواقع عليه أن يسلم. والقاعدة في مثل هذا أن النصوص عندما تشكل على الإنسان يقول: سمعنا وأطعنا كما قال الصحابة رضي الله عنهم، وهذا هو الواجب طاعة الصحابة في مثل هذا وفي غيره، والمعنى السمع والطاعة في أمر التكليف، كذلك أيضًا في الأمور التي يظن الإنسان أنه لم يفهمها أو يدركها فالشريعة كما يقول العلماء تأتي بمجاراة العقول، ولا تأتي بمحالاتها، تأتي بما تقبله العقول، يعني ربما هناك أشياء تتحير فيها العقول لكن عموم التكاليف الشرعية والحقيقة كلها واضحة وظاهرة، وكذلك منها هذا النص ؛ ثم نقول: الحمد لله، إذا قيل: أنهما "ثوران عقيران" ليس للتعليم، إنما الله سبحانه وتعالى ربما يجعل من خلقه من يكون مثلًا في النار، ويكون عذابًا هيناً عليهم ، الله عز وجل قال: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر:30]؛ هؤلاء يعذبون؟ لا، وهم لا يتعذبون هم يعذبون أهل النار، عذاب للكفرة، كذلك أيضًا يعني ما يكون في النار مما يعذب به فإنه عذابٌ على أهل جهنم من الكفار الذين يخلدون في النار، كذلك إذا جاء شيءٌ من مثل هذا فإنه يكون التعذيب ليس لهما إنما التعذيب لغيرهما كما في سائر ما يأتي في النصوص إن جاء شيءٌ من هذا فهو على هذا السبيل ولله الحمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري رقم (3200).
(2)عن أَبُي هُرَيرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قال: إن الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة فقال له الحسن وما ذنبهما؟ فقال أحدثك عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم وتقول، أحسبه قال: وما ذنبهما. وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن أَبِي هُرَيرة إلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، ولاَ نَعلم روى عَبد الله الداناج عن أبي سَلَمَة، إلاَّ هذا الحديث. أخرجه البزار-البحر الزخار- (8696).
(3) عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ» اخرجه أبو داود الطيالسي(2217) وأبويعلى في المسند(4116). وهذا إسناد ضعيف آفته يزيد الرقاشي قال النسائي وغيره: متروك. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. وقال أحمد: كان يزيد منكر الحديث، وقال ابن معين: في حديثه ضعف