يقول السائل : في الحديث: إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، فأيهما أفضل ذكر الله عز وجل في النفس أم في الملأ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الله أعلم، السنة أن تذكر الله بمعنى أن تثني عليه سبحانه وتعالى، وذكرك حال الجهر أيضًا تجتهد أن تذكره في نفسك؛ لأن الذي يذكره سبحانه وتعالى إما أن يذكره في نفسه خاليًا، أو أن يذكره في نفسه في حال الملأ في نفسه، أنت في مسجد تثني عليه سبحانه وتعالى في نفسك وتستحضر خشيته وعظمته.وإما أن تذكره أنت بأن تقول سبحان الله خاليًا ليس في ملأ، حينما تذكره أنت خاليًا فأنت ذكرته في الحقيقة في نفسك وهذا أعظم من كونك تذكره في نفسك، لكن هنا قال" ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ "(1) لأنه إذا كان في ملأ يكون الذكر عام مثل المجلس، والعلم ذكر، فإذا كان مثلا في نفس المجلس ويذكر الله عز وجل في نفسه وفيما بينه وبين نفسه يعني يتلفظ بالذكر هذا أعلى أنواع والعلماء قالوا: الذاكر يذكر الله في نفسه، أو أن تتلفظ بالذكر، أو أن تجمع بينهما.
وذكر ابن القيم: أن من أعلى أنواع الذكر أن تجمع بينهم في نفسك وتتكلم ناطقًا به، والحديث لا يظهر فيه يعني أنه حينما يذكره يثني عليه ناطقاً بذلك أنه مفضول بالنسبة لغيرها لا يظهر ذلك، والله أعلم، نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»،
أخرجه البخاري رقم (7405). ومسلم (2675).