• تاريخ النشر : 17/08/2016
  • 349
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل : ما حكم  الدرس قبل خطبة الجمعة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
ورد في حديث أن النبي –عليه الصلاة والسلام- نهى عن التحلق قبل الجمعة، ومن أهل العلم من أخذ –وهو حديث جيد عند الترمذي وغيره- إطلاق النهي وقال  إنه لا يتحلق قبل الجمعة، ولو كان فاصل بين بين الحلقة والجمعة، وقت طويل يعني، بعد الفجر مثلًا في أول النهار. ومن أهل العلم من قال: إن النهي عن التحلق يوم الجمعة –قبل الجمعة- إذا كان قبلها بوقت يسير لأنه يسبب ضيق على المصلين، قطع الصفوف، والناس يتقدمون يوم الجمعة، والنبي –عليه الصلاة والسلام- أمر بالمبادرة إليه قال: [من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة] وقيل عند مالك بإسناد صحيح: "ثم راح في الساعة الأولى"، الساعة الأولى على الصحيح تبدأ من طلوع الشمس، ومن طلوع الشمس إلى خروج الإمام تقسم إلى خمسة أوقات أو، ستة أوقات، أو سبعة أوقات حسب الروايات في هذا الباب،  وإن كان الأظهر خمسة أوقات في رواية الصحيحين: أن تكون الساعة الأولى في الخمس الأول: ما بعد طلوع الشمس إلى خروج الإمام أي إلى الزوال. والساعة الثانية: من الخمس الثاني إلى ابتداء الخمس الثالث، ومن الخمس الثالث إلى الرابع، والرابع إلى الخامس، لأن الساعة هي الوقت والزمن في لغة العرب، وليس المراد بالساعات هذه الساعات الآفاقية، إنما هي ساعات تعبيرية عند العرب، ولهذا قال –عليه الصلاة والسلام-: [يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة] وهذا يشمل يوم الجمعة ولو كان خمس عشرة ساعة بساعاتنا نحن، فقد يكون يوم الجمعة سبعين دقيقة أو أكثر ساعة يعني إذا كان يقارب اليوم خمس عشرة دقيقة أو ربما أكثر إذا كان يوم الجمعة في بلاد يكون فيها النهار إلى نحو عشرين ساعة، قد يقرب إلى أن تكون الساعة هذه قريب من الساعتين بالساعات هذه المعروضة فهذا هو المشروع كما تقدم. وعلى هذا القوليكون لا بأس من التحلق بعد صلاة الفجر، وثبت في صحيح مسلم أن النبي –عليه الصلاة والسلام- أنه يجلس  بعد الفجر  كل يوم –صلوات الله وسلامه عليه- حتى تطلع الشمس ولم يستثن يوم الجمعة، هذا أيضًا استدل به في صحيح مسلم عن جابر –رضي الله عنه- أنه –عليه الصلاة والسلام- كان يجلس في المسجد بعد الفجر حتى تطلع الشمس حسناء، طلوعًا حسنًا، ومجالس النبي –عليه الصلاة والسلام- مجالس علم وتمكين. هذا دليل المسألة من جهة فعله –عليه الصلاة والسلام- وأن المراد هو: الجلوس الذي يقرب –والله أعلم- من الجمعة كما تقدم.


التعليقات