ما حكم ما يسمى بحملات الاستغفار أو الصلاة على النبي صلى الله عليه، وعلى آله وسلم ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الاستغفار ولله الحمد ليس حملات ، الاستغفار قصد، ونية ، الاستغفار أن يستغفر الإنسان ربه سبحانه وتعالى في أي وقت ، ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)[1]، ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ، واسْتَغْفِرُوهُ )[2]، والنبي عليه الصلاة، والسلام كان يستغفر كثيراً،كما في الحديث الذي رواه المزني أنه كان يستغفر مائة مرة، وفي حديث ابن عمر: إنَّا كنَّا لنعُدُّ في المجلسِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه، وسلَّم ربِّ اغفِرْ لي، وتُبْ عليَّ إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ مائةَ مرَّةٍ][3] ، ومائة مرة "اللهم اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم" ، وكذلك في حديث أبي هريرة ذكر سبعين فالاستغفار ليس له، وقت محدد، ولا يحتاج إلى حملات، فهذه في الحقيقة من التشديد في أمور العبادات والتحديد الذي لا أصل له لكن المشروع هو الدعوة إلى الاستغفار الدعوة إلى الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، الدعوة إلى الذكر كسائر الدعوة إلى الله حينما تحث إخوانك لا تحث تقول : حملة استغفار كأنه وقت معين، وزمان معين؛ فينشط الناس فيه، ثم يضعفون في غيره.
لا، بل تدعو إخوانك إلى الاستمرار على الذكر، الاستمرار على الصلاة على النبي - عليه الصلاة، والسلام - ، الاستمرار على أعمال الخير هذا هو المشروع ، وهذه طريقة أهل العلم، تحثهم في جميع الوسائل عن طريق الوسائل الإعلامية، عن طريق الخطب، والمساجد، واللقاءات، وما أشبه ذلك، ومجالس الذكر، لا تقل، والله يا إخواني الذي يطلق حملة استغفار اليوم بالآلاف أو بالملايين أو ما أشبه ذلك، ثم أيضاً إذا رتب هذا ترتيباً خاصاً، وجعل في وقت محدد كان مشبهًا للذكر الجماعي زيادة على تحديده في وقت معين، ومثل هذا لا أصل له، ثم أيضاً يعتاد كثير من الناس ممن يسمع لهذا الإذعان إلى الحملة يكون استغفاره، وذكره، وقت الحملة، ويضعف في غير ذلك، وينتظر متى تأتي الحملات، هذه ليس حملات، الحملات إنما تكون حملات تجارية، وما أشبه ذلك إنما تكون حملة معناه يحمل نفسه على كل خير، وكل أبواب ، قال : " مَنْ أصبحَ اليومَ مِنكمْ صائِمًا ؟ قال أبو بكرٍ : أنا قال : مَنْ عادَ مِنكمْ مَرِيضًا ؟ ، قال أبو بكرٍ : أنا قال : مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ اليومَ جَنازَةً ؟ قال أبو بكرٍ : أنا ، قال : مَنْ أَطْعَمَ اليومَ مِسْكِينًا ؟ قال أبو بكرٍ : أنا ، قال عليه الصلاة والسلام : ما اجتمعَت هذه الخِصالُ في رجلٍ في يَوْمٍ ، إلَّا دخلَ الجنةَ "[4].
كان أبو بكر - رضي الله عنه - عمل هذا من أول النهار ، مبادرة إلى خصال الخير ما احتاج إلى أن يبحث من يكون يفعل هذا الشيء، وكذا، لكن لا بأس من التعاون على البر والتقوى، يقول لإخوانه هذا الشيء لا بأس. إما على هذه الصفة، وهذه الطريقة فليس هذا بالأمر المشروع كما تقدم .