يقول السائل : ما حكم الدعاء على الظالمين في الحج، وخاصة أن الحج فريضة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الدعاء على الظالم بقصد الانتصار لا بأس به لقوله سبحانه:{وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[الشورى: 41 – 42] وقال سبحانه:{ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[الأعراف:44] فالظالم معتدي، فمن أراد أن يقتص بالدعاء فله ذلك من الظالم لكن لا يتجاوز الحد المحدود، فيكون الظالم مظلوما، قال عليه الصلاة والسلام: في حديث عائشة (لا تسبخي عليه)(1) أي لا تخففي، وهذا لو أن الإنسان ترك ذلك حتى يبقى له يوم القيامة كان أعظم لأجرة، إلا إذا كانت المصلحة في ذلك، وأن هذا الظالم لا يمكن أن يرتدع إلا بأن يخوف بذلك، فهذا لا بأس من الدعاء في هذه الحالة، لا بأس من الدعاء في هذه الحال من أجل الانتصار على من ظلمة، خاصة ربما يغيب قلبه عن الشيء فيتألم ويتضرر، لكن لا يبالغ في الدعاء مبالغة يتجاوز معها الحد المقبول؛ لأنه عندنا فضل وعدل وظلم، فإذا بلغ الحد الذي به ظن لأنه انتصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه أبو داود في "السنن" (1497).وهو في "مسند أحمد" (25051). قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف.