يقول السائل : ما حكم المسبحة، أو السبحة الالكترونية؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
السنة أن تسبح بيدك بأصابعك، هذه السنة قال النبي -عليه الصلاة والسلام: (اعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستطنقات)،(1) وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود" كان يعقد التسبيح بيمينه"(2)، السنة عقد التسبيح باليد بالأصابع ويكون باليمين، وخاصة التسبيح الذي يكون بعد الصلاة، أما إذا كان التسبيح الكثير الإنسان يسبح التسبيحات المشروعة في اليوم مما جاء أنه يسبح مائة مرة أو ألف مرة وخشي أن لا يضبطها، وأراد أن يعد التسبيح بهذا العداد أو الجهاز الالكتروني، لا بأس بذلك إذا كان لا يضبط، وهو قريب من المسبحة، وهي لا بأس بها، لكن بشرط ألا تكون على شبه ما يسبح به الصوفية الذين يضعون مسابح طويلة على الأكتاف وتنزل، وتشبه المرائي حين يتفاخر بهذا، ولا يعرفون التسبيح لله إلا بهذه الطريقة، إنما يكون التسبيح للحاجة، أو كانت مسبحة من مسابح المعتادة الصغيرة للعد والضبط؛ لأن ما جاء في ذكر أشياء محددة معدودة يكون العدد مقصود؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- سبح كذا مائة مرة ومن قال: (أيحب أحدكم أن يكتب الله له ألف حسنة ويحط عنه ألف سيئة، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: سبحوا الله) (3) ذكر التسبيح، فتكتب له ألف حسنة وتمحى عنه ألف سيئة قال: أو كذلك، وهذا يبين أن العدد مقصود، وإذا كان العدد مقصود فالوسيلة لضبطه تكون لا بأس بها لمن لم يضبط العدد إلا بها، وإن أمكن ضبطه بغير ذلك كان هو الأولى والأكمل نعم.
جاء آثار في هذا عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالحصى، جاءت أثار في هذا عن بعض السلف -رحمة الله عليهم- (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه أبو داود في الصلاة (1501) و الترمذي في الدعوات (3577) وأحمد 6/ 370 - 371، وهو في مصنف ابن أبي شيبة 10/ 289 برقم (9463). ومن طريق ابن أبي شيبة السابقة أخرجه الطبراني في الكبير 25/ 73 - 74 برقم (180). والحاكم 1/ 547، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
(2) أخرجه أبو داود في الصلاة (1502) والترمذي في الدعوات (3482) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، والنسائي في السهو( 3/ 79)، وابن ماجه في الإقامة (926)، وأحمد 2/ 160 . والحاكم 1/ 547 ". وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
(3)عَنْ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمِ أَنْ يَكْسِبَ فِي الْيَوْمِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ ، وَتُمْحَى عَنْهُ أَلْفُ سَيِّئَةٍ "
أخرجه مسلم (2698) ، ابن أبي شيبة 10/294، والحميدي (80) ، وعبد بن حميد (134).
(4)عَنْ مَوْلَاةٍ لِسَعْدٍ، «أَنَّ سَعْدًا كَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى وَالنَّوَى»
أخرجه ابن أبي شيبة (7658) ،