الحمدلله ... والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد من مات منتحراً يدعى له، لكن كما ثبت في الحديث الصحيح جاء وعد شديد لمن انتحر، يقول أهل العلم إنه لا يصلي عليه الأئمة وكبار قومه من باب التحذير وباب التمثيل والتشديد لهذا الأمر ويصلى عليه، لأنه مسلم ويدعى له، وهذا معلوم من السُّنَّة  وكلام أهل العلم، إما إن كان مات كافراً، والعياذ بالله فإنه لا تجوز الصلاة عليه؛ فلا تجوز الصلاة على من مات كافراً، لا تجوز الصلاة إلا على أهل الإسلام، وإن وقع في الكبائر، وإن غشيها لأنه مسلم، ولأنه يوم القيامة كما أخبر النَّبي عليه الصلاة والسلام: (شفاعتي لأهل الكبائر مِن أمَّتي)^[1] مهما كانت كبائرهم عدا الشرك قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )^[2]  فكل ما هو دون الشرك فهو تحت المشيئة. وقال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)^[3]  وهذا يبين أنَّه من لم يكن مشركاً فأمره إلى الله، فإما شاء عفا الله وغفر له هذا إن مات بلا شرك فهذا يصلى عليه، ويدعى له، ويرجى له الرحمة والمغفرة.