يقول السائل : هل يدعوا في ساعة الرزق أو يدعوا بالبركة، وكيف نجمع بين طلب الرزق وطلب المغفرة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحمد لله طلب الرزق وطلب الآخرة كله لا تتنافى كلها، تطلب الرزق وتطلب البركة كل أبواب الخير تطلبها، تطلب الخير كله، لأنها أمور مشروعة ثم أنت تطلب الرزق وتنوي بذلك أن تعف نفسك، تعف أهلك، تطلب الرزق الحلال، والرزق الحلال يؤجر الإنسان عندما يجتهد لطلب الرزق، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة »(1) إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها صدقة، عن ابن مسعود، كذلك حديث سعد «وإنك لن تنفق نفقةً إلا أجرت عليها، حتى ما تضعه في في امرأتك»(2) تؤجر عليه، أما سعيك في طلب الرزق كما تأجر على ما تطعمه لأهلك، تؤجر على ما تطعمه لنفسك، « ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ »(3) في مسلم الحديث إلى أن قال: «ثم ها هنا وها هنا» طلب الرزق تؤجر عليه، قال عليه الصلاة والسلام:«وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري»(4) فلا تنافي بين هذا وهذا فاطلب ولله الحمد، لكن لا تطلبها بمبالغة اسع في الأسباب بيسر وسهولة ولا تبالغ في السعي، فإذا سعيت بيسر وسهولة بارك الله لك في الأسباب، وبارك الله لك بمسببات الأسباب، مع الطمأنينة والثقة بالله عز وجل يسر لك الأسباب، كذلك مسببات الأسباب، وإن كانت يسيرة تزول منها البركات العظيمة، فكان الصحابة رضي الله عنهم كذلك إنما التوسع هذا ربما التوسع في التجارات قد يعود بالخير، قال: طلبت العلم وطلبت التجارة فلم يجتمعان، فتركت التجارة وسلكت العلم، حينما يعني يطلب التجارة ويجعل لها كل أمر وكل وقته وربما أيضًا تقطعه عن أهله كثيرًا، ولكن قد تعود عن كثير من أبواب الخير والنتيجة لا بأس بها، فإنه سيعف بها ويعف من يعول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، سَمِعَ أَبَا مَسْعُودٍ البَدْرِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ»
أخرجه البخاري (40065).
(2)أخرجه البخاري في "صحيحه" (56) و (3936) ، ومسلم (1628) (5).
(3)أخرجه مسلم (977) (41).
(4)علقه البخاري 6/98 (الفتح) بعضه بصيغة التمريض في باب ما قيل في الرماح، فقال: ويذكر عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري". وقد اقتصر أبو داود(4031) على الفقرة الأخيرة منه ونصه: "بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رُمحي، وجعل الذلةُ والصَّغارُ على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم". وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 5/ 313، وأحمد (5114)، وعبد بن حميد (848)، وابن الأعرابي في "معجم شيوخه" (1137)، والطبراني في "مسند الشاميين"، (216)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1199)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 15/ 509، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/ 445