يقول السائل : المعوذات التي تقرأ بعد الصلوات، سورة الإخلاص منها أم السورتين ما حكمها؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحديث رواه الثلاثة العقبة بن عامر أنه عليه الصلاة والسلام "أمرني أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة" هذا رواه النسائي وأبي داود، وله في الترمذي " أن أقرأ المعوذتين"(1). ورجح البعض المعوذات عن المعوذتين، وقالوا: إن المعوذات تطلق بهذه الجملة على الثلاث، وقل هو الله أحد منها، وبالجملة يتعوذ بها بأن أخلصت لله سبحانه وتعالى، وهي كلامة "أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق"(2) يتعوذ بكلامه سبحانه وتعالى، ومن أعظم كلامه الكلام الذي عنه خبرا سبحانه وتعالى، بين من هذه الجهة يتعوذ بها لأنها من أعظم كلامه سبحانه وتعالى :{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قد تكون أولى بذلك من جهة أنها أخلصت الوصف له سبحانه وتعالى كما تقدم.جاء رواية عند الطبراني تذكر الواحد، وسندها ضعيف وبها ضعف، والجمهور على أنها تقرأ وفيها مباحث خاصة أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} جاءت في حديث عبد الله بن خبيب في التعوذ بها مع الناس والفلق أول النهار وأخر النهار في الصحيح(3)، ورواه الثلاثة وأبو داود والترمذي والنسائي (4).
وقرأتها أمر حسن لما تقدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود (1523)، والترمذي (2903) والنسائي 3/68 وابن خزيمة (755) ، وابن حبان (2004) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (812) ، والحاكم 1/253.
(2)أخرجه مسلم (2708) (54)، والترمذي (3737)، والنسائي (10318).
(3) عن عائشة رضي الله عنها : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيلَةٍ جَمَعَ كَفَّيهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ( قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ) و ( قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، ثُمَّ يَمسَحُ بِهِمَا مَا استَطَاعَ مِن جَسَدِهِ ، يَبدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ وَوَجهِهِ وَمَا أَقبَلَ مِن جَسَدِهِ ، يَفعَلُ ذَلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) أخرجه البخاري (5017(.
(4)عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي لَنَا ، قَالَ : فَأَدْرَكْتُهُ ، فَقَالَ : قُلْ : فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : قُلْ : فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا ، قَالَ : قُلْ ، فَقُلْتُ : مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ , وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ " . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. أخرجه أبو داود (5082)، والترمذي (3575) والنسائي (5428)، وأحمد (22156).